المغادرة قبل تسلط الغضب

 منذ شهر وأنا أشعر بعجز الكتابة أو بالحالة المعروفةِ

بـ Writer’s block 

علاوةً على أنني لستُ بكاتبةٍ عظيمة وأكتب فقط

لأنها وسيلتي للبقاء ليس أكثر وفي حين أن 

لدي كم ليس بهينٍ منالمواقف المزدحمة 

التي بإمكاني أن أجسد من خلالها مواضيع كثيرة

 لكنني دائمًا ما أفضل الكتابة حينما يكون الوقت هادئ

 لاشيء يقطعه إلا السكون وأنا

 - أنا بكل ما بي من مشاعرٍ وأفكار- 

حتى أعطيه الحق الكامل في التعبير وفي الظهور أيضًا 

وحتى أكون صادقة فيما كتبته بلا مبالغةٍ ولا تزييف. 

هكذا، مرت الأيام بأشياء رائعة وأشياء أخرى قاسية

 أغضبتني، حارقة جدًا لكنها طبيعة الحياة 

وفي حين أنني حاولتُ الكتابة عن روعة مايحدث معي حتى 

لا أسمح للنقيض أن ينتصر، كنتُ أتوقف كثيرًا وأغلق الأوراق

 عن قصدٍ خارقٍ ومدمرٍ لما بي وأعودُ مرة أخرى فأحاول 

لكننيلا أكتب شيئًا ولا رغبة لدي أبدًا في هذا كله

وما بين الأمرين توقفت كثيرًا.. 

يا لغرابتنا حين نشعر بأننا مليئين بالرضا والغضب

 في الوقت ذاته! 

نعيش الثبات والانقلاب، البهجة والسخط، الأمان والخوف 

في وقتٍ واحد. 

لا أتذكرُ أنني عشتُ شعور مماثل لهذا الغضب

 القوي السابق، لستُ مثالية بالطبعِ

 أغضبُ مثلما يغضب الناس وأستاء 

ولكنني أدربُ قلبي على الخِفة مع الوقت

 فالدنيا تحمل ما يكفي من القسوة

فلماذا نسمح للأشياء الأخرى أن تثقل قلوبنا؟ 

حتى لو أننا توجعنا كثيرًا

 حتى لوأننا شعرنا بعذابِ الخيبات ..

كل الذي فعلته ببساطة أنني ابتعدت

 وغادرت كل شيء جعلني لوهلة أتساءل: 

هل هذه حقًا أنا؟ 

غادرتُ رغمًا عن صلابة الشعور

 إلا أن قوتي في المغادرة تفوق وأكثر صلابةً

فغادرتُ بحذرٍ مبهر لأنني علمتُ حقيقة 

الوقت الذي يمضي..دون رجوع 

فكيف حالي اليوم؟ كيف يمتد هذا الحال

طويلًا مع الغضب الناتج من كل شيء

غادرت لأن الأحداث الجافة جعلت

سم الغضب يجري في جسدي

غادرت لأنني لن أنظر أبدًا لهذا الأمر 

نظرة المستسلم، المغلوب على أمره..

الآن، الساعة التاسعة مساءً أشعر بالرضا

 الذي يصاحبه السعي بمعنى: 

أنا أطير الآن نحو الطمأنينة، الخفة، السلام

 و مع ذلك أسعىلأفلات كل ما هو متعب 

وأحاول جاهدة ألّا أزيد الثقل ثقلين.

الآن في هذه اللحظة أقول ما قاله

 - عادل صادق-

"بعد أَنّ كنتُ في قمة ثورتي ويأَسي وغضبي

 وحنقي وغيظي وخوفي وحزني هدأت ! 

فجأةً هدأت ! 

إمتلأ قلبي بالسلام فأفعمتُ نفسي

بالسرور،لا تفسير للتغير المفاجئ  

 إلا رحمة الله."